ياريتنى كنت لسه صغير

زمان لما كنت صغير وكان يبقى عندى واجب كتير
أو لما أكون زهقان من المرسة علشان بتخلينى أصحى بدرى
كنت بقول إمتى بقى أكبر وأدخل الجامعة وأخلص علشان أستريح من الواجب ومن المدرسة ومن الصحيان بدرى كل يوم
ومرت الأيام ولقيت نفسى مرة واحدة عندى عشرين سنة
وخلاص فى أخر سنة ليا فى الجامعة
وخلاص معدش عندى واجب كتير يقرفنى
لكن بقت فى حاجات كتير تانية بتضايقنى وتقرفنى
ياريتنى كنت لسه صغير
باخد واجب كتير
بصحى كل يوم بدرى
أفطر وأشرب اللبن
وأحضر الجدول بتاع النهاردة
وأقف فى طابور الصباح
وأروح أصلى الجمعة مع والدى
وأحضر حلقة الأشبال
مع الأستاذ عبدالرحمن
وأروح اليوم الرياضى
وألعب بالكورة البلاستيك

هما ليه زعلانين

كل يوم وأنا ماشى الصبح على الكلية

بشوف الأطفال الصغيرين وهما رايحين المدرسة الإبتدائية

مش عارف ليه بحس إنهم كبار مش صغيرين

بحس من شكلهم ونظراتهم إن عندهم يجى ستين سنة

بحس إنهم شايلين هموم بدرى

بحس إنهم متضايقين من حاجات كتير

وعندهم كلام كتير

أستاذى الغالى معاذ فرماوى

أستاذى الغالى



وحبيب قلبى



الأستاذ معاذ فرماوى



أحد أبرز القيادات الإخوانية ببلبيس بالرغم من صغر سنه



وكان من أبرز القيادات الطلابية



لم أقابل أحد عرفك ولم يحبك



حتى ولو لم تقم بينك وبينه علاقة



لم أعرف أهميتك بالنسبة لى إلا بعد أن غيبك الظالمون



يعلم الله تبارك وتعالى وحده أنى لم أنساك طوال الأشهر الماضية



وأنه لم تغب صورتك عن قلبى وعقلى أبدا
عدت لنا سالما ولأولادك سعد وعمر وسلمة وفاطمة وأحمد
ومنة التى ولدت وأنت بالمعتقل

مفرقتش كتير

مفرقتش كتير بره عن جوه كل محصل بعضه

بل على العكس ممكن يكون جوه أحسن على الأقل إنت عارف إنك محبوس

والموضوع إنى كنت بزور أخ من بلدنا معتقل بسجن وادى النطرون

والغريب إنى ملاحظتش فرق إطلاقا بين جوه السجن وبراه

كلها حابسة ،كلنا مسجونين بس فى سجن أكبر من سجن وادى النطرون

سجن كبير إسمه مصر

وأنا داخل السجن حسيت بالظبط كأنى داخل الجامعة

نفس الأسوار العالية ونفس العساكر اللى لابسين بدل بيج وواقفين يشوفوا إثبات الشخصية بتاع كل واحد

نفس الوجوه الخائفة البائسة التى إعتادت على الذل

نفس الطابور أمام البوابة

دا حتى عندنا فى الفرع الخارجى مش كفاهم السور الحديد فعملوا سور من الطوب خلف السور الحديد

وكلها حبسة وكلها معتقلات

وكله بيودى على كله

الجامعة -المعتقل -مصر

سلام مربع لعم عبدووووووو

عم عبدالرؤف ده بقى اللى فى الصورة قدامكوا

أهم معلم من معالم كلية الحقوق

راجل فلاح عجوز

عاش طول عمره يخدم الداخلية بجد وإجتهادغير عادى

الراجل عم عبالرؤف ده

مبيقعدش فى حته طول النهار رايح جاى تحس كده إنه مدير الكلية

عم عبدالرؤف اصبح مثقف جدا من كتر ماقرا معارض لوحات ونشرات وبيانات ومجلات ومن كتر ماسمع كلمات مدرج ومن كتر ماحضر من اعتصامات وشاهد من مسيرات

عم عبدوو بيتعامل مع إصدرات طلاب الإخوان بدرجة غير عادية من الإهتمام

يعنى أول لما ننزل فى الكلية معرض لوحات تلاقى عم عبدوو جاى جرى ويطلع الورقة من جيبه ويبدأ يكتب وفى الأيام الأخيرة ونظرا لظروف كبره فى السن أصبح يستخدم نظارة قراءة ثقافة بقى وحرص على العلم

أه لو كل الطلبة يتعاملوا مع إصدارات طلاب الإخوان بنفس الدرجة من الإهتمام

عمر ماكان ده هيبقى حالنا

والحقيقة لو أنا وزير الداخلية كنت مسكت الراجل ده منصب كيير قوى فى الوزارة

كنت أخليه دراعى اليمين

ياراجل ياطيب ده مفيش قائد حرس جه الكلية يقدر يمشى من غيره ومن غير خبرته

عم عبدالرؤف الراجل الأقوى داخل كلية الحقوق

أخر سنة ليه فى الخدمة السنة الجاية

تعيش وتخدم ياعم عبدووووووووووووووووووووووووووو

وربنا يخليك لمصر إنت وكل اللى زيك

مصر أمانة فى إيديك إنت والرجالة

(إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين(

إياكى يوم

إياكى يوم تستغربى

لوقلت لك

إنتى وأنا

قلبين ساكنهم الألم

قلبين ساكنهم الوجع

بنمد بيه للجد لكن عندنا

فرعين بعاد

على سكتين

فإنتى الوجع عندك

بيزعق فى الملأ

أما الوجع عندى أنا

دوامة سحبانى لغرق

لسه بحلم

وبرغم إن فى حاجات كتير قوى حلمت إنى أحققهاومحققتش منها حاجة
برغم العتمة والضلمة
لسه بحلم
لسه بحلم ألاقى نفسى وأتملك زمام حياتى وأكون أنا أنافى زمن المعظم فيه من فاقدى أنفسهم
أناس تسيرهم الظروف كيفما يترأى لها
لسه بحلم إن الفجر يطلع بنوره يشق الظلام ويمحى العتمة
لسه بحلم بمصر بلدنا تانى ترجع زى زمان
حرة وأبية وخيرها لينا إحنا ولادها
بحلم لو الكلمة مش عليها ضريبة ونعيش أحرار زى ماربنا خلقنا
نختار كل حاجة فى حياتنا بحرية
من أول الرئيس لحد الغفير
ونقول من غير خوف كل اللى عايزينه
بحلم لو شرع ربنا يحكمنا
والمسلمين ليهم راية واحدة تجمعهم من تانى تحتها
بحلم لو مفيش ولا بلد إسلامى محتل
والأقصى متحرر
بحلم لو ألمح نظرة رضا فى عين النبى صلى الله عليه وأشرب من أيده عندالحوض
شربة لا أظمأ بعدها أبدا
بحلم لو أدخل الجنة
بحلم وأحلامى
شايفها حقيقة قدام عينى
بحلم ومفيش قوة هاتقدر تمنعنى إنى أحلم
دا لو بطلنا نحلم نموت
ولو عافرنا أكيد هانفوت
بس نحاول ونجرب
مرة وإتنين وتلاتة
مدمن الطرق على الأبوابتوشك أن تفتح له
وأخيرا لو محققتش أحلامى فأنا هاموت
وأنا بحلم إن يجى حد بعدى يكمل طريقى ويحقق كا اللى أنا مقدرتش أحققه

قررت أدون

بعد مباحثات طويلة
مع نفسى قررت إنى
أعمل
مدونة أدون فيها عنى
واسجل فيها يومياتى

خصوصا إن أنا بالفرقة ا لرابعة
وجعبتى مليانة
محتاج أخرجها
أما ليه إسم المدونة لسة بحلم
فده تعرفوه من البوستات اللى